رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

المحن تولد المنح.. الإسراء والمعراج رحلة ربانية تفتح آفاق الرحمة بعد ابتلاء النبي صلى الله عليه وسلم

ادم صالح

الجمعة, 24 يناير, 2025

11:21 ص

الإسراء والمعراج

أكد الشيخ السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن شهر رجب، الذي يُعد من الأشهر الحرم، شهد معجزة عظيمة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي معجزة الإسراء والمعراج، التي كانت تأكيدًا على صدق رسالته ودعوته.

وأشار عرفة إلى أن معجزة الإسراء والمعراج وقعت في وقت عصيب على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو العام الذي شهد وفاة عمه أبو طالب وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، التي كانت تمثل السند والدعم الكبير له.

وأوضح عرفة أن هذه الفترة كانت من أصعب الفترات التي مر بها النبي، حيث وصفها العلماء بـ"عام الحزن"، نظرًا لما تعرض له النبي من خسائر على الصعيدين الشخصي والدعوي.

وأضاف عرفة أن الإسراء والمعراج جاءت بمثابة جبر لخواطر النبي في ظل تلك الشدائد، مؤكدًا أن الله عز وجل يُعلمنا أن مع العسر يأتي اليسر، وأن المحن مهما طالت يعقبها الفرج، كما جاء في قوله تعالى: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».

ولفت عرفة إلى أن السيدة خديجة كانت نموذجًا للزوجة الصالحة التي ساندت النبي في أصعب أوقاته، حيث قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد آمنت بي حين كفر الناس، وواستني بمالها ونفسها حين حرمني الناس".

وفي حديثه عن رحلة النبي إلى الطائف، أوضح السيد عرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم توجه إلى هذه المدينة التي تبعد حوالي 80 كيلومترًا عن مكة، سيرًا على قدميه، داعيًا أهلها للإيمان بالله. إلا أنهم استقبلوه بالإساءة، وأطلقوا عليه الصبية والسفهاء، وقذفوه بالحجارة حتى سالت الدماء من قدميه.

وأشار عرفة إلى أن النبي خرج من الطائف في قمة الحزن، ولكن رحمة الله تجلت حين جاءه سيدنا جبريل عليه السلام، ومعه ملك الجبال، ليعرض عليه أن يُهلك أهل الطائف، إلا أن النبي الرحيم قال: «لعل الله يُخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا».

واختتم الشيخ عرفة حديثه بالتأكيد على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نموذجًا للرحمة والعفو، حتى في أشد لحظات الألم والخذلان.